توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى كلّ مسؤول وسياسيّ ومواطن في الدولة، داعيًا إلى إدراك أن الإيمان الحقيقيّ يُترجم في الأمانة والإصلاح والتمسّك بالوحدة الوطنيّة والعمل لأجل الخير العام لا المصالح الضيّقة. وقال في قداس الأحد من الديمان: “الوطن لا يُبنى بالصراعات بل بالثقة، لا ينهض بالوعود بل بالأفعال، ولا يحيا بالشعارات بل بالعدل والحقّ. وكما خرجت المرأة من حدودها الجغرافية وصرخت بثقة، نحن أيضًا مدعوّون للخروج من حدود انقساماتنا ومخاوفنا، لنرفع صوتنا بوجه كلّ من يهدّد وجودنا وكياننا ورسالتنا”.
وأضاف الراعي أن لبنان يحتاج اليوم إلى إيمان حيّ يُترجم بالثبات في الأرض، والمحافظة على الكرامة الوطنية، والدفاع عن السيادة والحرية، ووضع سياسات اقتصادية واجتماعية تقي أبناءه من الهجرة وبيع الأراضي. وشدّد على أن مسؤولية القيّمين على الشأن العام كبيرة، إذ عليهم أن يتجاوزوا المصالح الشخصية ويضعوا خدمة الشعب فوق خدمة الذات، داعيًا السياسيين إلى الإصغاء لصرخة الشعب المقهور والتعاون من أجل دولة السيادة الكاملة والعدالة والقانون. وختم بالصلاة كي يمنح الله اللبنانيين نعمة الإيمان المثابر والرجاء، ويشفيهم من جراح الماضي والحاضر، ويساعدهم على تنقية الذاكرة.
وفي بيروت، ترأس متروبوليت الروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، حيث ألقى عظة انطلق فيها من مثل “العبد المدين”. وقال إن الدين العظيم الذي غُفر للعبد الأول يرمز إلى خطايا البشر تجاه الله، وهي لا تُحصى ولا يمكن ردها، لكن الله يغمر الإنسان برحمته متى تاب بصدق. وأضاف أن المشكلة تبدأ حين ينسى الإنسان ما غُفر له ويتعامل مع الآخرين بقساوة قلب، مشيرًا إلى أن الغفران ليس شعورًا بل فعل إرادة يحرّر القلب من الحقد والانتقام. وتابع أن الحقد يحوّل صاحبه إلى سجين داخلي، بينما الغفران يشبه المؤمن بالمسيح الذي غفر لصالبيه. وأكد أن الغفران والمسامحة هما السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من دوامة الأحقاد والصراعات، داعيًا إلى التوبة والتواضع من أجل بناء مستقبل قائم على السلام والعدالة.
أمنيًا، شنّت إسرائيل سلسلة هجمات على مواقع حوثية في صنعاء، استهدفت المجمع الرئاسي وقواعد صواريخ وشركة النفط ومحطة كهرباء حزيز، بحسب “رويترز” و”المسيرة”. وأسفرت الغارات عن مقتل اثنين وإصابة خمسة آخرين. وأكد الجيش الإسرائيلي أن استهداف المجمع الرئاسي كان “رسالة للحوثيين بأنهم بمرمى نيراننا”. وأوضح أن صاروخًا أطلق من اليمن الجمعة كان مزودًا برأس حربي يحتوي على ذخائر عنقودية، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحوثيون هذا النوع من السلاح ضد إسرائيل. في المقابل، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن إسرائيل “ستنتصر على وابل الإرهاب في اليمن كما انتصرت على رأس الأخطبوط في إيران وتواصل هزيمة حماس في غزة”.
وفي سوريا، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة القصير بريف حمص ضبط دراجة نارية محملة بصناديق ذخائر مخبأة داخل براميل في طريقها للتهريب إلى لبنان، مؤكدة أن التحقيقات جارية لكشف المتورطين.
أما في لبنان، فقد برزت مسألة تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات. فبينما اعتبر البعض العملية استعراضية، أكدت مصادر مطلعة أن الخطوة جدّية وغير مسبوقة منذ عام 1948. وكشفت أن نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ياسر، التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مؤكدًا إصرار والده على تسليم السلاح الفلسطيني للدولة اللبنانية، شاكرًا اللبنانيين على الضيافة ومعتذرًا عن الممارسات السابقة، ومشدّدًا على التعاون مع الجيش في مختلف المخيمات. لكن محاولات عرقلة حصلت، لا سيما في برج البراجنة، حيث تدخلت جهات مقربة من “حزب الله” وبعض الفصائل الفلسطينية الممانعة وعلى رأسها “حماس”، ما أدى إلى تشويشات إعلامية وسياسية.
إقليميًا، شدّد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن “الدرع الفولاذي لوحدة الشعب والمسؤولين والقوات المسلحة يجب ألا يُخترق”. وقال في كلمة الأحد إن الولايات المتحدة تسعى لإخضاع إيران لكنها فشلت أمام صمود الشعب ووحدته، معتبرًا أن المشكلة مع واشنطن جوهرية ولا يمكن حلها عبر المفاوضات المباشرة. وأوضح أن الإدارات الأميركية السابقة كانت تخفي عداءها تحت شعارات مثل حقوق الإنسان والديمقراطية، بينما الإدارة الحالية كشفت صراحة أن هدفها هو إخضاع إيران للهيمنة.
دوليًا، اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بمحاولة تعطيل المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، منتقدًا تعنّت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفرضه شروطًا مسبقة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن وزارة الدفاع الأميركية تمنع أوكرانيا سرًا من استخدام أنظمة الصواريخ بعيدة المدى (أتاكمز) لضرب أهداف داخل روسيا، وهو ما يحدّ من قدرات كييف الدفاعية، مشيرة إلى أن ذلك يتعارض مع سياسة الرئيس السابق جو بايدن الذي كان قد سمح باستخدامها ضد الأراضي الروسية في آخر سنة من ولايته.